العاشرة مساء :وثيقة البث الفضائى قانون إجبارى أم أفكار للمناقشة؟!

رغم الحساسية التى تعاملت بها الكثير من الفضائيات ,فى مواجهة قرارات وزراء الإعلام العرب الأخيرة وأهمها ما يتعلق بوثيقة الفضائيات العربية,إلا أن برنامج العاشرة مساء فتح الموضوع للمناقشة ,واستطاعت المتميزة منى الشاذلى أن تقدم لمشاهديها حلقة ساخنة.

تحدث الدكتور ياسر محمد من كلية الإعلام عن المصالح العليا للدول العربية,وضرورة الحفاظ على التضامن العربى,كما أن الفضائيات العربية هى صورة العرب فى الغرب ويشاهدونها باهتمام,وأضاف أن الوثيقة التى أصدرها وزراء الإعلام مولود غير محدد الجنس وتتفرع إلى عدة وثائق منها التنظيمية ,وأخرى دليل للإرشادات التحريرية وثالثة ميثاق شرف ,وهكذا.إنتقد الدكتور ياسر أن تخرج الوثيقة دون أن يشارك أصحابها فى صنعها ,وهم الذين يعنيهم الأمر بشكل مباشر,وكانوا أجدر بابتكار ميثاق شرف يمثلهم.
أشارت منى الشاذلى إلى أن إيقاع التكنولوجيا السريع تسبب فى وجود إسهال فى القنوات الفضائية التى لا يوجد رابط يجمع بينها,ولا توجد منظمات على المستوى الإقليمى أو الدولى يجمعها,وأضافت منى موجهة السؤال إلى ضيفها :أنت تعلم أنه لا توجد نقابات مستقلة قادرة على إتخاذ قراراتها بمعزل عن الحكومات.
قال الدكتور ياسر أن قسم الصحافة فى كلية الإعلام ينتمى إلى الدولة ,وكذلك يعتبر إتحاد الإذاعة والتليفزيون جهة حكومية,والوثيقة ليست قانون إجبارى ,بل هى أفكار مطروحة للنقاش لأنها لم تطبق.
قطر تحفظت
فى مداخلة تليفونية تحدث محمد كريشان مدير قناة الجزيرة القطرية وقال:ان قطر تحفظت على هذه الوثيقة , كأول رد فعل ,وأعتقد أن الخطوة المقبلة هى إدخال هذه الوثيقة ضمن التشريعات المحلية,ويبدو أن من تبنوا إصدار الوثيقة يريدون التنصل وإعلان براءتهم مما تبثه الفضائيات العربية .
إنتقد كريشان المخاوف الموجودة لدى الإعلاميين من حرية البث,ولماذا نتعامل بهذه الحساسية مع كل ما يتعلق بالإعلام,إذا راجعنا هذه الوثيقة سنجد فيها ما هو إيجابى ,وما هو سلبى.
سألته منى:لو كنت تعمل فى مكان غير الجزيرة فلن تكون هناك حساسية...
رد قائلاً:أتحسس على رأسى وبطنى,مادمت فى الجزيرة,وأضاف رداً على سؤال عن التخوف من أن تتحول كل وسائل الإعلام إلى حكومية :فى جميع الأحوال المسألة تتعلق بموعد ممارسة السلطات لأحكام الوثيقة,ومدى جدية الحكومات فى إتخاذ قرار بإغلاق القناة ,أو إلغاء الترخيص,فأى وزارة إعلام وافقت على الوثيقة ستنتظر غالباً حتى تعرضها على برلمانها,أو تقوم بتجميدها,أو تضعها تحت الطلب ,تحييها أو تدفنها متى شاءت.
الحرية مع الوثيقة !!!

تحدث ضيف بالبرنامج هو الدكتور سامى إبراهيم قال أنه كاتب بجريدة الجمهورية ودافع بحدة عن الوثيقة واعتبر انها صدرت لصالح حرية المواطن العربى وليس العكس.
قال أن واضعوا الوثيقة حرصوا على إحترام خصوصية الفرد والحرية الشخصية تقف مع هذا ,ومع عدم الإعتداء على الحرية الشخصية للأفراد,وعلى سبيل المثال عندما زار رئيس البنك الدولى أحد مساجد العاصمة التركية,وخلع حذاءه إلتقطت وسائل الإعلام مسألة شخصية لا تهم سوى الضيف نفسه ,وهى وجود ثقوب فى جوربه,واعتبرته بخيلاً أو فقيراً رغم أنه يدير أهم مؤسسة مالية فى العالم,ولهذا من الضرورى أن يتم تجاوز الحياة الشخصية للأفراد إلا إذا تعارض هذا مع المصلحة العامة,وأضاف أنه نظراًلغياب قيمة مثل الإحتراف فى العمل الفضائى ,فقد سادت الفوضى,رغم أنالمحترف ملتزم بطبعه ودقيق ولا يعتدى على حرية الآخرين.
سألته منى الشاذلى:كيف يضع غير المحترفين وثيقة للمحترفين؟
قال:الدول العربية لو أرادت إغلاق كل القنوات الفضائية ستفعل,وبدون وثيقة,إلا أن هذا الزمن إنتهى رغم أن حرية الإعلام لا وجود لها فى العالم بشكل مطلق,وفى أمريكا مثلاٍ يقومون بانتقاء من يحضر مؤتمرات بوش ,ولا يدعون كل الإعلاميين,خاصة المعارضين لسياسة بوش,وأضاف أن الوثيقة تعد مبادرة أولى أو مسودة ,وليس معقولاً أن يقفز وزراء الإعلام العرب من ورقة عامة ,إلى تشريع,ومن يقول ذلك يخالف الحقيقة .

المصدر : البشاير - ماجدة فتحى