عصام الحضري و الرئيس

إلي القصة منذ البداية، فأثناء استقبال السيد الرئيس مبارك لبعثة المنتخب الوطني في مطار القاهرة دار حوار جانبي مع السيد جمال مبارك وطلبت منه مرتين متتاليتين تكريم أبطال إفريقيا وضربت مثالا بفريق الأهلي الذي حصل علي الأوسمة بعد فوزه بالبطولة الإفريقية في الموسم الماضي، ووقتها قال لي السيد جمال مبارك إنهم يفكرون في تنظيم يوم رياضي كبير يشمل كل أبطال إفريقيا في اللعبات جميعها، وبالتأكيد سيحصلون علي أوسمة لأن هذا حقهم، وشكرت الرجل واستجابته السريعة وانتظرنا وقتاً ليس بالطويل حتي جاءت التعليمات ظهر يوم الأحد الثاني من مارس بالتوجه إلي اللجنة الأوليمبية في تمام الساعة السابعة صباحاً تمهيداً للانتقال إلي رئاسة الجمهورية لحضور مراسم تكريم الرئيس للأبطال، وبعدها بنصف ساعة تم تعديل المكان ليصبح دار المدرعات، وبالفعل توجه الجميع إلي هناك، وأتذكر أنني سألت سمير زاهر عن موقف عصام الحضري فقال إن التكريم سيشمله وأنه تم التأكيد علي ضرورة حضور اللاعب ودارت وقتها حوارات جانبية كثيرة عن المتوقع وماذا سيحدث ولكن الخلاصة أن الجميع كان سعيداً بالتكريم وبالفعل بدأت الأتوبيسات في التحرك إلي قصر الرئاسة والبداية كانت بفريق كرة القدم وتبعه باقي المكرمين ودارت أسئلة كثيرة عن أسماء المكرمين وهل سيتم تكريم كل أعضاء الاتحادات وجاءت الإجابة سريعة رؤساء البعثات والوفود الرسمية هي التي ستكرم وتحصل علي الأوسمة فقط وهذا يجيب عن سؤال لماذا لم يحصل د. حسن مصطفي رئيس اتحاد كرة اليد علي وسام أو جلال علام وغيرهما من المسئولين في الاتحادات الوطنية؟ ثم بدأنا مراسم التكريم وكانت المفاجأة في طريقة الجلوس فمثلاً جلس عصام الحضري في الصف الأول وعن يمينه د. صفي خربوش وعن يساره الوزير أنس الفقي وجلس سمير زاهر وحسن شحاتة في الصف الثاني ولكن لم نتوقف كثيراً عند هذه الملاحظة لأنها قواعد بروتوكولية وبدأت مراسم التكريم وكان الرئيس يبدو سعيداً للغاية ورفض الجلوس وصمم علي مصافحة كل المكرمين ومداعبة بعضهم فمثلاً عندما قدم له حسني عبدربه كأس أحسن لاعب في إفريقيا للتوقيع عليه قال له أوعي حد يسرقه منك لأنك تعبت جداً فيه، وداعب أحد لاعبي فريق الهوكي بأنه كان لاعب هوكي ممتازا وأكد لسمير زاهر أن أهل السناينة في دمياط شاطرين قوي وذكره بعمه الذي كان ضابطاً متميزاً في الكلية الجوية وسأل عن سحر الهواري ولما ناديت عليها قلت له خلي بالك يا ريس سحر بتتكلم كثير فضحك وقال ولا يهمك حاتكلم معاها بعد ما تخلص عليكم كلكم ووضح أن السيد الرئيس كان في غاية السعادة وداعب حسن شحاتة بقوله هو شوبير كان عايزكم تخسروا، ثم قال اوعي تسمعوا كلام الناس اللي بتحاول توقع بينكم وأشاد بالتغطية التليفزيونية وقال بالحرف الواحد كنا قاعدين بنتفرج وأعصابنا مشدودة للغاية لكن الحقيقة كنا في غاية السعادة وأوضح أنه شاهد مباراة مصر وتونس في نهائي كأس إفريقيا لليد وكم كانت سعادته عندما حولنا الهزيمة إلي فوز كبير واستعادة اللقب، وسأل أيضاً عن مني عبدالكريم عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة الطائرة وعرف تاريخها وكان سعيداً أن كل الاتحادات بها تمثيل نسائي نظراً لوجود د. منيرة مرقص في اتحاد كرة اليد ثم فجأة دخل عصام الحضري بصحبة أحد المسئولين علي سيادة الرئيس طالباً منه الاحتراف في الخارج فقال له الرئيس طب ما تحترف وهنا تدخل المسئول طالباً التدخل لدي النادي الأهلي فكان رد الرئيس واضحاً للغاية هذا موضوع بينكم وبين النادي حاولوا الوصول إلي حل مع الأهلي دون مساس علي الإطلاق بحقوق أحد وتوقف الحوار مع السيد الرئيس في قضية الحضري عند هذا الحد ولكن الحضري لم ييأس فعاود الحوار مع السيد جمال مبارك ومعه أحد أعضاء الجهاز الفني طالبين بالتدخل لإنهاء أزمة الحضري وطبعاً لأن المكان صغير فقد كنت حاضراً للحوار فقلت للسيد جمال مبارك إن حسن حمدي شخصية مرنة ولا توجد لديه أي مشكلة، كل ما في الأمر حصول النادي الأهلي علي حقوقه كاملة وأيد الرجل هذا الكلام بشدة بل إنه شدد علي ضرورة احترام اللوائح والنظم المعمول بها حتي لا نفاجأ بسفر لاعب وخروجه دون إذن من ناديه فتصبح فوضي وأذكر أن عمرو زكي قال للسيد جمال مبارك إنه تلقي عرضاً بثلاثة ملايين جنيه استرليني للاحتراف في نادي ويجان الإنجليزي فقلت للسيد جمال مبارك إن هذا الخبر غير صحيح وأنه لا يمكن أن تأتي عروض الآن من انجلترا نظراً لإنهاء موسم الانتقالات هناك وإن جاءت عروض فلن تكون قبل شهر يونيو المقبل فطلب منه التركيز الآن مع ناديه في البطولات ومع المنتخب وقال له انتظر حتي يأتي عرض رسمي واعتقد أنه إذا كان العرض مناسبا ومحترما فلن يعترض نادي الزمالك علي الانتقال ثم بعدها جاء أحد أعضاء الجهاز الفني وطلب مرة أخري التدخل في قضية الحضري علي الأقل بعدم إيقافه دولياً نظراً لاحتياج المنتخب الشديد إليه في الفترة القادمة مع عدم وجود حارس آخر كفء علي المستوي الدولي كما أن أول مباراة ستكون أمام الأرجنتين ولن تكون بالسهلة وقال الرجل إن شاء الله، ورغم محاولات فرض أزمة عصام الحضري علي الاحتفال إلا أن جميع المسئولين الكبار كانوا حريصين علي إبعاد هذه الأزمة واعتبار اليوم وكأنه عيد للرياضة المصرية بعيداً عن أزمات فردية لا طائل منها.. أعود وألخص ما حدث في عدة سطور أهمها أن السيد الرئيس لم يتدخل مطلقاً في قضية الحضري بل صرح بأنها شأن النادي واللاعب والاتحاد كما أنه أكد حلها بالطرق القانونية وأن السيد جمال مبارك يسعي دائماً لبناء استقرار داخل الكيان بما لا يمس أبداً بسيادة الأندية أو الاتحاد وأن الجميع رفض تماماً إملاء شروط أو حلول علي أحد علي الإطلاق .

المصدر : الفجر